أطفالك سوف يقلدونك!
نحن جميعًا نقول لأطفالنا بطريقة أو بأخرى: "افعل كما أقول، وليس كما أفعل"، وفي بعض الأحيان لا يكون هذا بالأمر السيئ، فنحن نأمل ألا يرتكب الاطفال نفس الأخطاء التي ارتكبناها في الحياة، ونريدهم أن يفعلوا ما هو أفضل مما فعلناه، لذلك من المنطقي أننا نريدهم أن يفعلوا الأشياء بشكل مختلف.
عندما تريد ان يفعل أطفالك مالا تفعل، فكر في الأب الذي يضرب ابنه بانتظام لضرب أخته، أو الزوجين اللذان يشتمان بعضهما بشكل مستمر ويعاقبان أطفالهما على السب، من المحتمل أنك تجري الآن مراجعة ذهنية سريعة لسلوكك بحثًا عن تناقضات مماثلة.
كلما كنت متناقض أكثر، كلما سمعت نفسك تقول: "كم مرة أخبرتك ألا تفعل ذلك؟"
وعلى الرغم من أنه حتى الاطفال الصغار يمكنهم الإبلاغ بسهولة عن التناقضات الأبوية، إلا أنهم عادة ما ينتظرون حتى سن المراهقة لإلقاءها في وجوه والديهم.
وأكثر عرضة للعقاب كثيرًا في محاولة للتغلب على تأثير أفعاله على الاطفال.
الفكرة الرئيسية التي يجب وضعها في الاعتبار هنا هي أن النمذجة -تلتعليم بالقدوة- تؤثر على سلوك الاطفال أكثر بكثير من إخبار أطفالك بما يجب عليهم فعله وأكثر بكثير من معاقبتهم أيضًا، وحتى عندما يتعين على الاطفال الصغار أن يفعلوا ما يطلبه آباؤهم منهم فقد ينوون فعل ما يفعله آباؤهم في الواقع بمجرد أن يتمكنوا من التخلص من تحكماته.
مثلا:
إذا جعلت أطفالك يستخدمون أحزمة المقاعد والخوذات وواقي الشمس ولكنك لا تمثل سلوكيات السلامة هذه بنفسك، فغالبا سيترك أطفالك هذه الاحتياطات عندما يكبرون ويتولون مسؤولية أنفسهم.
ليس على الوالد أن يقول "شاهد هذا"، يتعلم الطفل فقط من خلال الملاحظة، وليس عليه أن يفهم ما يفعله الوالد من أجل أن يحدث التعلم.
أظهرت بعض الأبحاث الخاصة بالدماغ أن هناك خلايا خاصة تسمى الخلايا العصبية المرآتية، وعندما نشاهد شخصًا ما يفعل شيئًا ما، تصبح الخلايا العصبية المرآتية لدينا نشطة في الدماغ كما لو أننا أنفسنا منخرطون في نفس السلوك الذي نراقبه، ويشير هذا إلى أن التعلم يتكون من تكوين روابط ليس فقط بطريقة مجازية ولكن أيضًا بطريقة حرفية، حيث أن ملاحظة السلوك تشكل نفس الروابط العصبية الناتجة عن ممارسة هذا السلوك.
لن يفعل أطفالك حتمًا كل ما تفعله، ولكنها طريقة مهمة ولا تحظى بالتقدير الكافي لنقل المعلومات والخبرات والمهارات والمعتقدات والقيم وقطاعات كبيرة من السلوك، فيمكن أن تعلم النمذجة الطفل كيفية التعامل مع الصراع والتفاعل مع التوتر أو الخوف أو التفاعل مع الآخرين، إنه أمر يعلم أفضل وأسوأ سلوكياتك تلك التي تكون أكثر حرصًا على ممارستها وتلك التي بالكاد تدركها.
تتمثل إحدى طرق اختبار قوة النمذجة في ممارسة لعبة مع طفلك تقلدا فيها بعضكما البعض، فتظاهر أنك بصفتك طفلك كسرت شيئًا ما، أو عدت إلى المنزل بدرجات سيئة، واطلب من طفلك الذي يلعب دورك أن يرد عليك.
عادةً ما تكون عمليات التقليد لك دقيقة ومختلفة بشكل غير مريح، ومع ذلك فإن رد فعلنا النموذجي الأول هو "أنا لا أفعل ذلك أبدًا".
أنت لست النموذج الوحيد في حياة طفلك: فهناك أقارب آخرون وأقران ومعلمون وآباء أقرانهم وشخصيات إعلامية وما إلى ذلك، ومن الممكن أن يقوم طفلك بتقليد شخصيات محيطة مختلفة.
على سبيل المثال عندما يعيش أحد الوالدين على الوجبات السريعة والآخر ينتقد هذه العادة، فهذا مستوى طبيعي من التناقض في الحياة الأسرية، ويصبح الأمر أكثر تعقيدًا عندما تضيف إلى هذا المزيج أقارب آخرين في المنزل أو أبوين منفصلين أو مطلقين وما شابه ذلك، ولكن يتعين على الأطفال التأقلم وعادة ما يفعلون ذلك.
لا يمكننا أن نظهر لأطفالنا كشخصيات خيالية تقوم بنمذجة السلوكيات المرغوبة فقط، ولكن تقدير فعالية النمذجة يمكن أن يساعدنا في تقديم مثال لهم مع المزيد من الفرص والفعالية.
اكتشفي كيفية التعامل مع الطفل بذيء اللسان وطرق تربيته
من حولهم الذين لا يعرفون كيفية التعبير عن أنفسهم بشكل مناسب أيضًا، فكيف يقوم الآباء والأمهات بتربية الأطفال بشكل صحيح
عودة المدارس بعد العيد.. خطوات سهلة لتعودوا بقوة
نعم وبلا شك لا يوجد أجمل من الاسترخاء والاستمتاع بعطلة طويلة، وهنا فإن عودة المدارس بعد العيد ومحاولة استعادة روتين أولادك الإنتاجي قد تبدو مهمة شاقة
طفلك قليل التركيز؟ إليك ألعاب لزيادة التركيز عند الأطفال !
إليكِ بعض الألعاب والأفكار التي تساهم في تحسين مستوى التركيز عند الاطفال، وتحسن مستوى الحفظ والتذكّر